ابو شيرو Admin
عدد المساهمات : 75 نقاط : 218 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 25/08/2011
| موضوع: يشار كمال الكاتب الكوردي الأحد ديسمبر 11, 2011 2:15 pm | |
| يشار كمال الكاتب الكوردي
بسم الله الرحمن الرحيم يشار كمال ، اسم لامع وكبير لاديب كوردي معروف في دنيا الادب الروائي ، نشر 36 كتابا ، مابين الرواية والمجموعات القصصية ، لكن يشار كمال لم يكتب نتاجه الادبي الثر بلغته القومية ، بل بلغة السلطة التركية التي تحكمت بشمال كوردستان ، فيشار كمال هو مثال صارخ لاحد ضحايا سياسات القهر القومي الذي مارسته الجمهورية الكمالية التركية ضد القوميات غير التركية في شبه جزيرة الاناضول. ولكن عدم كتابة يشار كمال نتاجه بالكوردية لم يبعده عن اجواء هموم شعبه الكوردي ، فكتب اهم رواياته ومنها ( اسطورة جبل ئاكري) 1970 عن كوردستان وتوق شعبه الى الحرية والانعتاق ، مستخدما رموزا وصورا واحداثا من عمق المجتمع الكوردي ، والرواية هذه مترجمة الى العديد من اللغات ومنها الانكليزية والعربية وترجمها الى الكوردية عضو المجمع العلمي الكوردي المرحوم شكور مصطفى . ولد يشار كمال عام 1923 من ابوين كورديين ولاسرة تنتمي بالاصل الى ضفاف بحيرة (وان) ، ولكنها كانت قد رحلت من منطقة سكناها الاصلية لتسكن منطقة اسمها (جقورفا) جنوب الاناضول . وقد كتبت عنه (الغارديان- ترجمة ابتسام عبدالله - المدى) ما يلي: " يشار كمال ابن احد ملاكي الارض الاكراد..... معلموه الاوائل كانوا شعراء شعبيين، تستغرق ملاحمهم اياماً حتى ينتهوا منها. وعندما اصبح في الـ14 من العمر، دعاه احدهم ليكون من مرافقيه ويتعلم منه المهنة ."قال لي بأني سأكون كارا كوغلان الجديد" هذا مايقوله كمال في اشارة الى شاعر جوال شهير في القرن السابع عشر لكنه بدلاً من ذلك عاد الى قريته ودخل المدرسة واكتشف بعدئذ سيرفانتس وجيكوف" واشتهر يشار كمال كذلك بروايته (انجة محمد - محمد النحيل ) التي كتبها عام 1955 والتي ابرزته كأحد اهم كتاب الرواية في الاناضول وقد حطم الكتاب الارقام القياسية لمبيعات الكتب حينها وترجمت الى اكثر من ثلاثين لغة. كتب الروائي الكبير في عام 1995 مقالا سياسيا مهما بعنوان ( حقول الموت) في مجلة المرأة الالمانية الواسعة الانتشار ، وقد شغل هذا المقال الاوساط الثقافية والاعلامية التركية والالمانية والكوردية "(عن موقع باهوز) حيث انحاز فيه إلى هموم شعبه الكردي في تركيا وما يتعرض له من اضطهاد وتنكيل ومصادرة لحقوقه ومحو لثقافته وطمس للغته منذ سبعين سنة ، وتعرضه للفضائع التي ارتكبتها السلطات والجيش التركي بحق اكرادها، فقد تم حرق اكثر من ألفي قرية ، وتهجير ثلاثة ملايين شخص، ووقوع عدد كبير من جرائم قتل " مجهول الفاعل " ضد خيرة الكتاب والأدباء والمحامين والصحفيين الأكراد، وترك الناس جياعا ومشردين ، ومحو غابات عن بكرة أبيها، ودخول مئات الناس في عداد المفقودين" وقال في ختام مقالته تلك :" بأنه لا أمل لتركيا بمستقبل ديمقراطي مالم تحل المسالة الكردية بطريقة سلمية". وقد اتهم بعد ذلك من قبل السلطات الامنية التركية بمسه بالامن القومي التركي ، الا ان الالاف من الكتاب الترك والاوروبيين والكورد تضامنوا معه وساندوه ، فلم تستطع السلطات التركية ان تذهب معه بعيدا في اجراءاته القمعية. وقد تواجد الكاتب الكوردي التركي يشار كمال في جامعة بوغازئيجي، يوم الثلاثاء المصادف 30 حزيران الماضي ، للمشاركة في إحتفال تسلمه شهادة الدكتوراه الفخرية. وحسب موقع الاتحاد الوطني الكوردستاني ، فقد شارك في الإحتفال أسماء لامعة من الكتاب والمبدعين والإعلاميين وأساتذة الجامعات الاتراك ، من بينهم، أليف شفق، عدنان بن يازار، آلتاي كاباجالي، جوندوز وساف، توفان تورنج، جولريز سروري، ياووز بايدار ودريا سازاك والفنانة السينمائية الشهيرة توركان شوراي التي حوّلت رواية (لو قتلو الأفعى) للروائي يشار كمال إلى عمل سينمائي. وفي هذا الاحتفال تحدث البرفيسور أوزجالديران عن ادب يشار كمال الكوردي الذي كتبه بالتركية قائلا "تعتبر روايات يشار كمال أولى نوافذ إنفتاح اللغة التركية على العالم، وهو أحد الأسماء الأدبية اللامعة عالمياً، هو عالم بمعالم وملاحم الأناضول، إنه يكتب النثر لكنه في الحقيقة شاعر، كون نصوصه مكتوبة بلغة نثرية شعرية، فهو يتحدث عن الطبيعة والإنسان الذي يعيش داخل هذه الطبيعة، إنه شاعر الأمل و النور، لأنه يؤمن بالإنسان، و يكتب للإنسان و يرفع من قيمته". ولكن يشار كمال عندما اعتلى منصة الحديث تكلم في اتجاه اخر ، وهو الاتجاه الذي سلكه في كل تاريخه الادبي الابداعي ، فقد تحدث عن اهدافه في الكتابة قائلا: "على الذي يهتم بقراءة كتبي، أن لا يتحول إلى قاتل، بل عليه أن يصبح عدواً للحروب، عليه أن يناضل ضد إضطهاد الإنسان للإنسان. لا يحق لأحد أن يحتقر الآخر و لا أن يطبق على الآخر سياسة التطهير العرقي، يتوجب قطع دوابر الأنظمة والحكومات التي تفرض نظام التطهير العرقي على شعوبها، على الذين يهتمون بقراءة كتبي، أن يعلموا أن الأنظمة التي تعمل من أجل إزالة الثقافات الأخرى من الوجود، قد فقدوا ثقافتهم وإنسانيتهم. هذه القضايا تعني بلادنا أيضاً، حيث تم فرض الحظر على اللغات الأخرى على مدى (80) عاماً، لكن الحكومات المتعاقبة لم تعلم أنها بفعلها هذا تفقد ثقافتها أيضاً". وهو القائل في اشارة واضحة الى ان سياسات القهر والالغاء الانكار التركية لم تستطع محو شعبه الكوردي ما معناه : ان البحيرات جفت ولكن الاسماك لم تزل حية ولم تمت. هذا وفي تقدم خجول في السياسات التركية الراهنة ازاء الاوضاع الكوردية في الاناضول ، وكأقرار بالامر الواقع وخضوعا للابداع الكبير الذي قدمه يشار كمال -الكوردي- باللغة التركية ، قام الرئيس التركي عبدالله كول بمنح يشار كمال جائزة افضل كاتب في (تركيا) لعام 2008.
| |
|